وُجد مُركبٌ في حليب
الأم له قدرة على تدمير كثير من ثآليل الجلد. وهذا يحيي الآمال لما يمكن
أن يكون فعالا ضد سرطان عنق الرحم وأمراض قاتلة أخرى سببها فيروسي. ومن
المعروف أن الثآليل يسببها فيروس يسمى "فيروس الورم الحُلَيمي البشري human
papilloma virus، وهو فيروس واسع الانتشار.
هناك 130 نوعا معروفا من الفيروس الحُليمي. ويسبب معظمها ثآليل جلدية شائعة
مثل التي تظهر على الأيدي والأرجل، والتي غالبا ما تختفي وحدها دون علاج.
كما أن هناك حوالي 30 نوعًا من الفيروس تنتقل خلال الاتّصال الجنسيّ. وهناك
احتمال أن يسبّب بعض منها سرطان عنق الرحم. ويمكن إزالة الثآليل بالمواد
الكيماوية أو التجميد أو باستخدام الليزر أو بالكريمات. وقد عُرف عن حليب الثدي أنه يحتوي على مضادات حيوية طبيعية، أما أن يكون للحليب فاعلية ضد الفيروس فقد تم اكتشافه فجأة.
وجد الباحثون السّويديّون أحد المركبات الموجودة في حليب المرضع يقتل خلايا الثآليل، وذلك بالقضاء على الفيروس المسبب لهذه الثآليل، ومنها الثآليل المقاومة للعلاجات التقليدية الأخرى.
يسمى هذا المركب: الفا لاكتوالبومين- حامض زيت الزيتون
alpha-lactalbumin-oleic acid، الذي يقوم على تدمير خلايا الثآليل دون أن
يؤثر على خلايا الجلد العادية. وقد وجد الباحثون أن وضع المركب على الثآليل
يؤدي إلى انكماش خلايا الثآليل بما يعادل 75% خلال 3 أسابيع. وقد اختفى ما
نسبته 83% من الثآليل بعد مرور سنتين على بدء العلاج. ويخطط الباحثون الآن
إلى إجراء تجارب هذا المركب على سرطان عنق الرحم.
من المؤمل أن يكون مركب حليب الثدي
فعالا ضد سرطان عنق الرحم الناجم عن الفيروس، وضد الأمراض الفيروسية التي
لها خلايا سرطانية مشابهة. ويأمل الباحثون البدء بعمل التطبيقات على نطاق
ضيّق لمُجَمّعٍ قريب فيه نساء مصابات بسرطان عنق الرحم
__________________