بسم الله الرحمن الرحيم
«زلزال» و «كاتيوشا» و «كاميكاز»... مأكولات لبنانية
«زلزال» من فاكهة (علي سلطان)
يتعدى طول صاروخ الكاتيوشا مترين تقريباً، وهو قادر على تدمير وحدة سكنية وقتل أو جرح من فيها. وهو يتطلب سيارة مكشوفة لنقله، ورجلين أو ثلاثة لإطلاقه. لكن «صاروخ» المعلم محمد رمضان يستغرق اعداده عشر دقائق، وهو قادر على تغذية الجسم بالفيتامينات وتوازي سعراته الحرارية وجبة غداء دسمة، ويحتاج الى رجل أو اثنين لالتهامه. ويتألف من كل ما يخطر في البال من فواكه وعصير وقشدة وعسل. يقول المعلم رمضان أن الفكرة تبلورت خلال العدوان الإسرائيلي في نيسان (أبريل) 1996 عندما طلب منه أحد الزبائن تحضير «شيء مميز»، فراح رمضان يكتشف ويخلط ويضيف الفواكه الى أن وصل الى هرم زاهي الألوان ممتع للنظر، أطلق عليه اسم «الكاتيوشا» تيمناً بالصواريخ التي كان يطلقها «حزب الله» على شمال اسرائيل. لكن حرب تموز (يوليو) 2006 غيّرت مفاهيم الأطعمة والمشروبات في لبنان، إذ راحت تطلق أسماء الأسلحة والصواريخ على «الكوكتيل» والمناقيش والسندويشات وغيرها من المأكولات اليومية، وتعدى الأمر ذلك الى تسمية المحلات باسم «الوعد الصادق» وهي العملية التي قام بها «حزب الله» في تموز (يوليو) الماضي. وبرزت أسماء عدة للصواريخ كـ «زلزال» وخيبر1 « و «رعد1 و2 و3» والـ «كاتيوشا» وغيرها، لعب الإعلام دوراً في ترسيخ أسمائها لكثرة استعمالها ولشرح تفاصيل قدراتها التدميرية. وراحت هذه الأسماء تأخذ مكاناً لها بين الوجبات الغذائية. فتطور «الكاتيوشا» الى «زلزال» وهو الصاروخ الأكثر فتكاً وقوة لدى «حزب الله» بحسب المعلومات المنشورة، وكبر هرم الفواكه ليصل ارتفاعه الى نحو 35 سنتيمتراً.
يتألف الهرم «زلزال» من طبقة من القشدة والموز والعسل ثم مزيج من عصير «الأفوكا» و «الكيوي»، وفوقه هرم بشكل كأس طولية فيها «المانغو» و «الأناناس» و «البابايا» و «الكيوي» والعنب الأبيض والأحمر وجوز الهند والشمام والبطيخ والدراق والفراولة والمشمش والإجاص والتفاح. ويستغرق التهام «زلزال» بين 20 و25 دقيقة، ويجب على الملتهم أن يشعر بجوع قاتل ليكمل الوجبة وإلا فإنها تكفي شخصين. اما سعره فبين دولارين وأربعة دولارات بحسب ارتفاعه، ما يجعله في متناول الجميع. وأبرز ما يميّز محل العصير الذي يعدّ «زلزال»، وقوعه في منطقة مختلطة سياسياً ومذهبياً في بيروت.
يقول المعلم رمضان أن التسميات لا تعكس انتماءه السياسي فهي وليدة البيئة الاجتماعية، وتجد في المحل أسماء أخرى غريبة كخلطة «نابوليون» التي تتألف من الفواكه التي يُعتقد بأن الامبراطور الفرنسي الشهير كان يُحبها. وهناك أيضاً «الساموراي» (اسم المقاتل الياباني حتى الموت) بسبب حدة طعمه وزبائنه الذين يتميّزون بالوجوه العابسة وقلة الكلام.
ومن يعتبر نفسه قوياً و «انتحارياً» فعليه أن يتناول وجبة» الكاميكاز» (الكاميكاز هم الطيارون اليابانيون الانتحاريون في الحرب العالمية الثانية) والتي بحسب ما يقول معدها المعلم فوزي أنها دسمة أكثر من اللزوم وفي حاجة لانتحاري لإنهائها لما تحوي من ثوم و «مايونيز» وبيض و «خلطة سحرية» لم يفصح عنها.
أما واجهة فرن «الوعد الصادق» في احدى قرى الجنوب اللبناني، فتُشعر الناظر اليها بأنه أمام ثكنة عسكرية فهناك منقوشة «خيبر» أو «زلزال» أو «رعد»، وهي أسماء دلع لمناقيش الصعتر والجبنة والخضروات. بيد أن منقوشة «الوعد الصادق» هي الأهم في نظر مبتكرها المعلم حسين، ويتجاوز طولها 40 سنتيمتراً، والإقبال عليها شديد نظراً الى ما تحويه من لحوم وخضار ممزوجة بالزعتر والسماق والقليل من رُب الرمّان.
بعضهم اختار أسماء عن دراية بمفاهيمها وما تمثل من عامل جذب لفئة كبيرة من اللبنانيين، وبعضهم الآخر اختار الأسماء بالصدفة منتزعاً اياها من البيئة الاجتماعية من دون أن تعبّر عن قناعاته السياسية. انها ظاهرة تغزو محلات العصير والسندويتشات في لبنان، فيما البحث مستمر عن أسماء وصفات جديدة. لكن أحد الظرفاء يعلق قائلاً ان لا لزوم للبحث، لأن الحرب المقبلة ستحمل معها العديد من تسميات الأسلحة.
صـحة وهــنــا
بس انتبهووو ما تنفجرووو ههههه