جعل الله -جلّ وعلا -في القرآن مواعِظ ،وأوامِر ،ونواهي ،وقَصَص ،جعَلهُ الله جُملةً ذِكرىً للعالمين فلا سبيل إلى
ربنا الأكرم إلا بطريق القرآن الأقوَم والسنّة مندرجةٌ فيه , قال الله : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا)(الحشر: من الآية7) , لا يُرام صلاحُ قلب ولا إصلاحُ نفس إلا بالقرآن , ولا يُقام ليل حق القيام إلا
بالقرآن , ولا يُوجد كتاب لو قرأته كنت أقرب إلى ربك أعظم من القرآن , ولا شِفاء لأرواح الموحدّين وقلوب
العابدين إلا بالقرآن ؛الله يقول : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } (فصلت:41-42) , فهذا ربُّ العالمين يَشهد أن كتابَهُ لا يأتيه الباطل
وأنه مُنزّلٌ من عنده -جلّ وعلا -, فلا يُعقَلُ بعد ذلك أن يأتي أحد ويَروم أن يُصلِح ما في قلبه من قسوة بغير كلام
الله , وإنما أقربُ العباد من رحمة ربه من تلقّى هذه الرحمة العظيمة الذي هي القرآن وتلاها وناجى ربَّهُ -جلّ وعلا-
بها في ظُلمات الليل،وفَلَقِ الأسحار