شمس الغروب نائبة المديرة العامة
عدد الرسائل : 1324 العمر : 47 الموقع : https://amira.ahladalil.com/index.htm تاريخ التسجيل : 27/02/2009
| موضوع: رحلة أمنا خديجة رضي الله عنها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم الأحد يناير 17, 2010 10:18 am | |
| رحلة أمنا خديجة رضي الله عنها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في دارها جلست رضي الله عنها ترقب الطريق من مكان عالي عندها، في لهفة يشوبها شيء من القلق، وإلى جانبها غلامها ميسرة، يملأ سمعها بحديث مثير عن رحلته مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما محمداً صلى الله عليه وسلم فقد كان عائدا لتوه من رحلته الأولى التي تاجر فيها بأموال خديجة رضي الله عنها، وقبلها كان بين القافلة عائداً من رحلة الصيف التي كانت إلى الشام، وبينما هم في طريقهم إلى أم القرى، وقبيل وصولهم، قال له تابعه ميسرة غلام خديجة، سأسرع أنا إلى سيدتي فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك، فإنها تعرف ذلك لك، وتركه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يمضي، أما بعد أن وصلا إلى مكة، وأناخت إبل القافلة على تراب مكة، مضى محمدٌ صلى الله عليه وسلم على بعيره قاصداً دار خديجة رضي الله عنها بعد أن طاف بالبيت العتيق، وسرعان ما ظهر لعين خديجة رضي الله عنها محمد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم يدنو من الدار بطلعته الوسيمة وملامحه الطيبة النبيلة، فعجلت رضي الله عنها إليه صلى الله عليه وسلم تستقبله لدى الباب مرحبة، تسبقها تهانيها بسلامة العودة، ورفع صلى الله عليه وسلم إليها وجهه شاكراً، ولما تلاقت الأعين خفض بصره الشريف صلى الله عليه وسلم ، وبدأ يحكي لها عن أخبار الرحلة، وأرباح التجارة، وبعدها اتجه صلى الله عليه وسلم إلى منزل عمه أبي طالب وهو يحس بالرضى والارتياح بعد أن عاد من رحلته موفقا سالما، وهنا تجدر الإشارة بما حدث قبل هذه الرحلة، فبعض المراجع تذكر أن خديجة رضي الله عنها هي التي عرضت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يخرج في مالها إلى الشام متاجراً، والبعض الآخر يروي هذا الحوار بين أبو طالب وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ابن أخيه عبد الله وقول العم "يا ابن أخي، أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة، وليس لنا مال أو تجارة، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة تبعث رجالاً يتاجرون في مالها، ويصيبون منافع فلو جئتها لفضلتك على غيرك لما يبلغها عنك من أمانتك وطهارتك، وإن كنت أكره أن تأتي الشام، وأخاف عليك، وقد بلغني أنها استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته، فهل لك في أن أكلمها" ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "ما أحببت يا عم" ترى هل كلم خديجة العم؟ أم ذهبت خديجة رضي الله عنها إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ الأهم ما عرف عن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها من أنها امرأة تاجرة ذات مال وشرف، تستأجر الرجال في أموالها، وتقارضهم إياه ببعضه تجعله لهم، وكانت قريش أهل للتجارة، وعرفت خديجة بحديث أهل قريش، عن كرم أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصدق حديثه وعظمة أمانته، والأكثر أهمية أن تمت تلك التجارة التي فتحت بابا لأمنا خديجة رضي الله عنها بأن تلتقي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت عريقة النسب، وصاحبة ثروة، وعرف عنها العقل والحزم، وبالتالي فهي كانت مطمع لسادات قريش، ولكنها كانت تعرف ما وراء الرجال، وتعرف أنهم طلاب مال لا طلاب نفوس، وأن أبصارهم ما توجهت إليها إلا للاستفادة من ثرائها، وكانت ترى أن أي زواج بهذا الشكل يكون عنوانه الطمع، ولكن أمنا خديجة تمنت سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم حتى أنها كشفت سرها لصديقتها نفيسة بنت منبه، التي ما إن خرجت من عندها حتى انطلقت إلى الصادق الأمين وقالت يا محمد ما يمنعك عن تتزوج، فقال صلى الله عليه وسلم ما بيدي ما أتزوج به، فقالت له نفيسة، فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب؟ فرد صلى الله عليه وسلم متسائلا: ومن؟ فلما قالت له خديجة بنت خويلد، فقال صلى الله عليه وسلم إن وافقت فقد قبلت، وذهب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي صحبته عماه أبو طالب وحمزة، وتكلم أبو طالب عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعدها أثنى عليه عمها عمرو بن أسد، وطلب صداق قدره عشرون بكرة، وتزوج سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي صلى الله عليه وسلم ، وخديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي رضي الله عنها ، وكان هو في منتصف العشرينات من العمر أم هي فكانت في الأربعين، واستغرق الزوجين السعيدين في هناء وسعادة خمسة عشر عاما، وكانت أمنا خديجة رضي الله عنها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأم الرؤوم في حنانها وعطفها وبرها، وأتم الله نعمته عليهما فرزقهما بالبنين والبنات، القاسم، وعبد الله، وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ولكنهما ذاقا لوعة الفراق في الولدين، ولما شارف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأربعين، كان قد أحب صلى الله عليه وسلم الخلوة في غار حراء، وما كان يرضى عن موقع الأصنام بالكعبة، وسفه قومه وضلالهم، ولما نزل عليه صلى الله عليه وسلم الوحي في ليلة القدر وهو في الغار، انطلق صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خائفا مرتعد الأوصال، حتى وصل إلى حجرة نومه حدثها بما كان، فضمته إلى صدرها رضي الله عنها ، وهتفت في ثقة ويقين وكان أهل الجزيرة العربية يتحدثون عن قرب بعثة نبي الأمة "الله يرعانا يا أبا القاسم، أبشر يا ابن العم واثبت، فو الذي نفس خديجة بيده، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبدا، انك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" ومع ما قالته خديجة نَعِمَ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأمن والهدوء، ولما وجدته راح في النوم خرجت إلى الطريق الخالي، إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، بينما مكة تنعم بغفوة الصباح، وحكت له ما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان قعيدا من الشيخوخة ولكنه انتفض وقال "قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر، الذي كان يأتي موسى وعيسى، وانه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت" وذهبت إلى حبيبها صلى الله عليه وسلم تزف إليه البشرى، ولما وجدته في نومه عز عليها أن توقظه، ثم إذا به ينتفض في فراشه، ويتفصد العرق من جبهته، ويبدو عليه وكأنه صلى الله عليه وسلم يصغي إلى محدث غير مرئي ثم يتلو في بطء ويستعيد ما سمع، وكان ما سمع سورة المدثر، وتلقته خديجة** وحكت له ما سمعت من ورقة بن نوفل، ولما انتهت استدار إلى فراشه صلى الله عليه وسلم وقال "انتهى يا خديجة عهد النوم والراحة، فقد أمرني جبريل أن أنذر الناس وأن أدعوهم إلى الله وإلى عبادته، فمن ذا أدعو ومن ذا يستجيب؟" وبارك زوجه أول من آمن به، وقام للقاء ورقه بن نوفل، الذي صاح وقال "والذي نفسي بيده، إنك لنبي هذه الأمة" واسترسل يحكي للنبي أنه سيُكذَّب وسيُؤذى، وقال، وإن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه" وسأله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "أو مخرجي هم" فأجاب ورقة أن كل رجل جاء بمثل ما جئئت به عودي، وطابت نفسه صلى الله عليه وسلم ورجع إلى بيته ليبدأ نضاله، وكانت رضي الله عنها معه صابرة مطمئنة، تعاونه على تحمل ما يلقاه من الأذى من آل قريش، ولما أخرجته قريش من مكة أقامت معه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات، ولما تهاوى الحصار أمام الإيمان الصادق، وآن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يعود عادت معه صابرة مؤمنة، وبعد نحو ستة أشهر مات عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب، ولم تشهد أمنا خديجة رضي الله عنها مأتمه لأنها كانت في فراشها الطاهر تودع الدنيا، ثم أسلمت الروح بعد ثلاثة أيام في شهر رمضان، بين يدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي في منتصف الستين
منقول
| |
|
أميرة القلوب المديرة العامة
عدد الرسائل : 1620 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 26/02/2009
| موضوع: رد: رحلة أمنا خديجة رضي الله عنها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم السبت يناير 30, 2010 3:00 pm | |
| | |
|